للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره " (١).

فقد روى إسماعيل بن إسحاق بسنده عن علي بن الحسين بن علي أن رجلا كان يأتي كل غداة فيزور قبر النبي ويصلي عليه ويصنع من ذلك ما اشتهره عليه علي بن الحسين، فقال له علي بن الحسين ما يحملك على هذا؟ قال: أحب التسليم على النبي .

قال له علي بن الحسين: هل لك أن أحدثك حديثا عن أبي؟ قال: نعم، فقال له علي بن الحسين أخبرني أبي عن جدي أنه قال: قال رسول الله : "لا تحعلوا قبري عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي وسلموا حيثما كنتم، فسيبلغني سلامكم وصلاتكم" (٢).

فاستدل بالحديث، وهو راوي الحديث الذي سمعه من أبيه الحسين عن جده علي وهو أعلم بمعناه من غيره.

وهذا يقتضي أنه لا مزية للسلام عليه عند قبره كما لا مزية للصلاة عليه عند قبره بل قد نهي عن تخصيص القبر بهذا (٣)

فتبين أن قصد قبره للدعاء ونحوه: اتخاذ له عيدًا (٤).

وكذلك ابن عمه حسن بن حسن شيخ أهل بيته: كره أن يقصد القبر


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٢٤).
(٢) أخرجه في كتابه فضل الصلاة على النبي (ص ١٠) رقم ٢٠.
قال الألباني: أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٨٣/ ٢). وعنه أبو يعلى في مسنده، ورواه الضياء في المختارة (١/ ١٥٤) من طريق أبي يعلى والخطيب في الموضح (٢/ ٣٠). وسنده مسلسل بأهل البيت إلا أن أحدهم وهو علي بن عمر مستور كما قال الحافظ في التقريب. تحذير الساجد (ص ١٤٠). وقال أيضا: "حديث صحيح بطرقه وشواهده" انظر: هامش كتاب فضل الصلاة على النبي (ص ١٠).
(٣) الرد على الأخنائي (ص ١٤٤).
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٢٤).

<<  <   >  >>