للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للسلام ونحوه غير دخول المسجد، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيدًا.

فعن سهيل بن أبي سهيل (١) عن الحسن بن الحسن قال: قال رسول الله : "لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليَّ حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني" (٢).

وفي رواية عند إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سهيل قال: جئت أسلم على النبي وحسن بن حسن يتعشى في بيت عند النبي ، فدعاني فجئته فقال: أدن فتعش، قال: قلت: لا أريده.

قال: ما لي رأيتك وقفت؟ قال: وقفت أسلم على النبي .

قال: إذا دخلت المسجد فسلِّم عليه، ثم قال: إن رسول الله قال: "صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم" (٣).

فهذا فيه أنه أمره أن يسلم عند دخول المسجد، وهو السلام المشروع الذي روي عن النبي (٤).

فانظر هذه السُّنَّة كيف مخرجها من أهل المدينة، وأهل البيت الذين


(١) سهيل هذا أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٤٩) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكر له عنه راويين:
أحدهما: محمد بن عجلان وهو الراوي لهذا الحديث عن ابن أبي شيبة.
والآخر: سفيان الثوري. قال الألباني في تحذير الساجد (ص ١٤١) وله راو ثالث وهو: إسماعيل بن علية الراوي لهذا الحديث عنه عند ابن خزيمة، فقد روى عنه ثلاثة من الثقات، فهو معروف غير مجهول، انتهي كلامه.
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور برقم (٢٠٤٢)، وأحمد (٢/ ٢٦٧) واللفظ له.
(٣) كتاب فضل الصلاة على النبي (ص ١٣ - ١٤). ح رقم ٣٠ وقال الألباني بهامشه: حديث صحيح.
(٤) الرد على الأخنائي (ص ١٤٦).

<<  <   >  >>