للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وجمهور الصحابة كانوا يدخلون المسجد ويصلون فيه على النبي ، ولا يسلمون عليه عند الخروج من المدينة وعند القدوم من السفر، بل يدخلون المسجد فيصلون فيه ويسلمون على النبي ولا يأتون القبر، ومقصود بعضهم التحية" (١).

وعلى هذا سار كثير من السلف من بعدهم. روى ابن أبي شيبة (٢) في المصنف (٣) عن خالد بن الحارث (٤) قال سئل هشام (٥) أكان عروة يأتي قبر النبي فيسلم عليه؟ قال: لا.

وعن نوح بن يزيد قال: "أخبرنا أبو إسحاق؛ يعني: إبراهيم بن سعد قال: ما رأيت أبي قط يأتي قبر النبي ، وكان يكره إتيانه" (٦).


(١) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤١٤).
(٢) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة، أبو بكر: الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصاينف، ومن أشهر كتبه "المصنف"، توفى سنة ٢٣٥ هـ. تهذيب التهذيب (٦/ ٢ - ٤).
(٣) (٣/ ٣٤١).
(٤) خالد بن الحارث بن عبيد الهجيمي، أبو عثمان البصري، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة ست وثمانين ومائة. تهذيب التهذيب (٣/ ٨٣ - ٨٤).
(٥) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي: ثقة، فقيه ربما دلس من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائة. تهذيب التهذيب (١١/ ٤٨ - ٥١).
(٦) الرد على الأخنائي (ص ٢٦٨).
وقال شيخ الإسلام بعد إيراده لهذا الأثر وعزوه إلى أبي الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه ما نصه: "ونوح بن يزيد بن سيار المؤدب هذا الراوي عن إبراهيم بن سعد هو ثقة معروف بصحبة إبراهيم وله اختصاص به روى عنه أحمد بن حنبل وأبو داود وغيرهما. قال أبو بكر الأثرم: ذكر لي أبو عبد الله نوح بن يزيد المؤدب فقال هذا شيخ كبير أخرج أبي كتاب إبراهيم بن سعد فرأيت فيه ألفاظا وقال محمد بن المثنى: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: اكتب عنه فإنه ثقة حج مع إبراهيم بن سعد وكان يؤدب ولده. وذكره ابن حبان في الثقات. وأما إبراهيم بن سعد فهو من أكابر علماء المدينة وأكثرهم علمًا =

<<  <   >  >>