وأبو الحسن علي بن عمر القزويني وغيره من أهل العلم والذين ذكروا هذه الآثار عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ليبيِّنوا للناس كيف كان السلف يفعلون في مثل ذلك" [الرد على الأخنائي (ص ٢٦٨، ٢٧٠)]. (١) لعل شيخ الإسلام يقصد هنا بقوله: وقد يكون فعله غيره ما نقل عن أنس بن مالك ﵁، وهذا ما صرح به شيخ الإسلام في كتابه قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٢٩٣) وكذلك أنس بن مالك وغيره نقل عنهم أنهم كانوا يسلمون على النبي ﷺ فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى. وقال في اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٧٢): "وذكر محمد بن الحسن بن زبالة في كتاب أخبار المدينة … قال حدثني عمر بن هارون عن سلمة بن وردان قال: رأيت أنس بن مالك يسلم على النبي ﷺ ثم يسند ظهره إلى جدار القبر ثم يدعو، فهذا إن كان ثابتًا عن أنس فإن أنسًا لم يكن ساكنًا بالمدينة، وإنما كان يقدم من البصرة، اما مع الحجيج أو نحوهم". =