للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن ابن عمر كان يأتيه فيسلِّم عليه وعلى صاحبيه عند قدومه من السفر وقد يكون فعله غير ابن عمر أيضًا (١).


= وأوثقهم، وكان قد خرج إلى بغداد روى عنه الناس: أحمد بن حنبل وطبقته، ومن سعة علمه روى عنه الليث بن سعد وهو أقدم وأجل منه. وأما أبوه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري الذي ذكر عنه ابنه إبراهيم أنه قال: ما رأيت أبي قط أتى قبر النبي وكان يكره إتيانه وهو من أفضل أهل المدينة في زمن التابعين ومن أصلحهم وأعبدهم، وكان قاضي المدينة في زمن التابعين في زمن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأمثاله … توفي سنة ست وعشرين ومائة … وقد أدرك بالمدينة جابر بن عبد الله وسهل بن سعد الساعدى وغيرهما من الصحابة، ورأى كبار التابعين مثل سعيد بن المسيب وسائر الفقهاء السبعة، ومعلوم أنه لم يكن ليخالفهم فيما اتفقوا عليه، بل قد يخالف ابن عمر، فإن ما نقله عنه ابنه يقتضي أنه كان يأتيه لا عند السفر ولا غيره بل يكره إتيانه مطلقا كما كان جمهرر الصحابة على ذلك لما فهموا من نهيه عن ذلك وأنه أمر بالصلاة والسلام عليه في كل زمان ومكان … مع أن سعد بن إبراهيم هذا في دينه وعبادته وصيامه وتلاوته للقرآن بحيث كان يختم باليوم والليلة كثيرًا.
وأبو الحسن علي بن عمر القزويني وغيره من أهل العلم والذين ذكروا هذه الآثار عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ليبيِّنوا للناس كيف كان السلف يفعلون في مثل ذلك" [الرد على الأخنائي (ص ٢٦٨، ٢٧٠)].
(١) لعل شيخ الإسلام يقصد هنا بقوله: وقد يكون فعله غيره ما نقل عن أنس بن مالك ، وهذا ما صرح به شيخ الإسلام في كتابه قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٢٩٣) وكذلك أنس بن مالك وغيره نقل عنهم أنهم كانوا يسلمون على النبي فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى.
وقال في اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٧٢): "وذكر محمد بن الحسن بن زبالة في كتاب أخبار المدينة … قال حدثني عمر بن هارون عن سلمة بن وردان قال: رأيت أنس بن مالك يسلم على النبي ثم يسند ظهره إلى جدار القبر ثم يدعو، فهذا إن كان ثابتًا عن أنس فإن أنسًا لم يكن ساكنًا بالمدينة، وإنما كان يقدم من البصرة، اما مع الحجيج أو نحوهم". =

<<  <   >  >>