للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلهذا رأى من رأى من العلماء هذا جائزًا اقتداء بمن فعل ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم وابن عمر كان يسلم ثم ينصرف، ولا يقف، يقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت ثم ينصرف (١). وكان يفعل ذلك إذا قدم من سفر أو أراده.

فعن عبد الله بن دينار (٢) قال رأوا ابن عمر إذا قدم من سفر دخل المسجد فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام على أبي بكر، السلام على أبي، ويصلى ركعتين (٣). وفي رواية عنه أنه قال: "رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي ويصلي على النبي وأبي بكر وعمر " (٤). وفي المصنف لابن أبي شيبة بسنده عن نافع عن ابن عمر


= وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٧١): ومحمد بن الحسن هذا صاحب أخبار، وهو مضعَّف عند أهل الحديث كالواقدي ونحوه، ولكن يستأنس بما يرويه ويعتبر به.
وهذا يعني أنه لا يعول على أحاديثه، وإنما تؤخذ شاهدًا ومقويًا. هامش اقتضاء الصراط (ص ٣٧١) وهذا الأثر أورده السخاوي في القول البديع (ص ٢١٢) وعزاه لابن أبي الدنيا البيهقي في الشعب من حديث عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه قال: "رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة فسلم على النبي ثم انصرف".
(١) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤٠٠).
(٢) عبد الله بن دينار العدوي: مولاهم أبو عبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر، ثقة من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين ومائة. تهذيب التهذيب (٥/ ٢٠١ - ٢٠٣).
(٣) أخرجه إسماعيل القاضي (ص ٤١) ح ٩٩ وقال الألباني: إسناده موقوف صحيح.
(٤) أخرجه إسماعيل القاضي (ص ٤١) ح ٩٨ وقال الألباني: إسناده موقوف صحيح وهو في الموطأ ح ٣٩٧ برواية يحيى بن يحيى الليثي بهذا اللفظ، ومن طريقه رواه البيهقي (٥/ ٢٤٥).

<<  <   >  >>