إنه ما كان ذلك منهم مع حبهم الشديد الصادق لرسول الله ﷺ تنفيذًا لتوجيهاته الكريمة مثل قوله: "لا تتخذوا قبري عيدًا"، ومثل قوله ﷺ: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد" ومثل قوله ﷺ: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". تنفيذًا لهذه التوجيهات العظيمة الهادفة إلى حماية التوحيد وصيانة العقيدة الإسلامية من شرائب الغلو والضلال الذي وقع فيه أهل الكتاب كان ذلك الموقف الواعي الرشيد من الصحابة الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الرشدون والفقهاء المبرزون مثل زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وغيرهم من علماء الصحابة وعظمائها وساداتها … ". (١) الرد على الأخنائي (ص ٧٣).