للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما استدلالهم بقوله تعالى س وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ش (١) ، فمعنى الآية: أي هو إله من في السموات وإله من في الأرض، قال ابن عبد البر:

(فوجب حمل هذه الآية على المعنى الصحيح المجتمع عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذلك قال أهل العلم بالتفسير) (٢) .

وقال الآجري: (وقوله عزوجل س وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ش فمعناه: أنه جل ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض، وهو الإله يعبد في السموات، وهو الإله يعبد في الأرض، هكذا فسره العلماء) (٣) .

وروى الآجري بسنده في تفسيره هذه الآية عن قتادة قوله: (هو إله يعبد في السماء، وإله يعبد في الأرض) (٤) .

وأما استدلالهم بقوله تعالى س وهو الله في السموات وفي الأرض ش (٥) فقد فسرها أئمة العلم كالإمام أحمد وغيره أنه المعبود في السموات والأرض (٦) .

وقال الآجري: (وعند أهل العلم من أهل الحق س وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ش هو كما قال الحق س يعلم سركم ش فما جاءت به السنن أن الله عزوجل على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه، يعلم ما يسرون وما يعلنون، ويعلم الجهر من القول ويعلم ما يكتمون) (٧) .

مع العلم أن هؤلاء الذين زعموا أن الله في كل مكان يقول أكثرهم بضد ذلك، فهم في حال نظرهم في الشبه الكلامية يقولون إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته.

كما هو قول أصحاب المذهب الأول، وفي تعبدهم يقولون هو في كل مكان.


(١) الزخرف ٨٤.
(٢) التمهيد (٧/١٣٤) .
(٣) الشريعة (ص٢٩٧) .
(٤) الشريعة (ص٢٩٨) .
(٥) الأنعام ٣.
(٦) الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد (ص٩٢-٩٣) ، ومجموع الفتاوى (١١/٢٥٠) .
(٧) الشريعة

<<  <  ج: ص:  >  >>