وتقدمت صائفة سنة ١٧١هـ / ٧٨٧م وعلى رأسها سليمان بن عبد الله الأصم، وتوغلت في أرض الروم واصطدمت بهم وأحرزت النصر عليهم، وغنمت الكثير ثم عادت سالمة (١) .
وفي سنة ١٧٢هـ / ٧٨٨م نزل الرشيد بالجيش في مرج القلعة (٢) ، وبعث على الصائفة إسحاق بن سليمان بن علي (٣)(٤) ، كما غزا فيها – سنة ١٧٢هـ / ٧٨٨م – زفر بن عاصم الهلالي (٥) ، حيث أرسل ابنه عبد العزيز على قيادة الجيش، فمضى حتى أتى جيحان (٦) ، وعاد بسبب البرد الشديد (٧) .
ويبدو أن جيش صائفة ١٧٢هـ / ٧٨٨م غزا أرض الروم، ودار بينه وبين البيزنطيين معركة هزم فيها البيزنطيون وقتل قائدهم ديجنيس أكريتاس Digenis Akritas (بطل حرب الثغور البيزنطيين)(٨) ، في حين انطلقت الأخرى في فصل الشتاء، إلاّ أنها لم تتوغل في أرض الروم لشدة البرودة، وفضلوا العودة، حتى لا يهلك الجيش.
وقاد صائفة سنة ١٧٣هـ / ٧٨٩م عبد الملك بن صالح بن علي (٩) ، ولابد أنها وصلت إلى أرض الروم ولم تتوغل فيها (١٠) ، وعادت بعد النصر والغنيمة.
وربما استقرت هذه الصائفة – بعد رجوعها من الغزو – في منطقة العواصم؛ ولهذا عاد عبد الملك بن صالح – بأمر من الرشيد – ليقود الصائفة – سنة ١٧٤هـ / ٧٩٠م – وقدم ابنه عبد الرحمن على رأس الجيش حتى بلغ عقبة السيَّر (١١) واصطدم بالروم، ونصره الله عليهم، فأسر وغنم (١٢) .
كما قاد عبد الرحمن بن عبد الملك – أيضاً – الشاتية – سنة ١٧٥هـ / ٧٩١م – واستعان هذه المرة بأهل الثغور الشامية، وشكل الجميع جبهة واحدة، لم يستطع الروم مقاومتها ووصلوا إلى اقريطية (١٣) وفتحوها (١٤) ، ثم عاد أهل الثغور إلى أماكنهم؛ لحمايتها من البيزنطين.