للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث السّادس: أخطاء صرفيّة صريحة.

الفصل الثّالث: أسباب الخلل في الجمهرة.

الخاتمة.

فأرجو من الله العلي القدير أن يوفّقني إلى إتمامه، وأن ينفع به، وألاّ يحرمني ثوابه، وآمل ممن ينظر فيه أن يصلح ما طغى به القلم، وزاغ عنه البصر، وقصّر عنه الفهم، فالإنسان محلّ النّقص والنّسيان.

الفصل الأوّل: الجمهرة في مرآة النّقد

المبحث الأوّل: ابن دريد والجمهرة

أولاً: ابن دريد:

هو أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد بن عَتاهية بن الحسن بن حِمامِي الأزديّ (١) . ولد في البصرة سنة (٢٢٣هـ) لأب من ذوي اليسار، وبها تأدّب وتعلّم اللّغة، وروى أشعار العرب، ثمّ صار إلى عُمان، فأقام بها مدّة (٢) ، وعاد إلى العراق، وتنقّل في الجزائر البحريّة (٣) ما بين البصرة وفارس، ثمّ ورد بغداد بعد أن أسنّ، فأقام بها حتّى توفّي سنة (٣٢١هـ) .

وروى أبو بكر ابن دريد عن جماعة من علماء عصره، وأخذ علوم الأدب والعربيّة عنهم، ومن أبرزهم (٤) :

أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزّياديّ، المتوفّى سنة (٢٤٩هـ) .

وأبو حاتم سهل بن محمّد السّجستانيّ، المتوفّى سنة (٢٥٠هـ) أو (٢٥٥هـ) .

وأبو عثمان سعيد بن هارون الأشناندانيّ، المتوفّى سنة (٢٥٦هـ) .

وأبو الفضل العبّاس بن الفرج الرّياشيّ، المتوفّى سنة (٢٥٧هـ) .

ويعدّ ابن دريد من علماء اللّغة والأدب المبرّزين ((فهو الّذي انتهى إليه علم لغة البصريّين)) (٥) في عصره، وكان شاعراً مجيداً، فقيل: إنّه ((أعلم الشّعراء، وأشعر العلماء)) (٦) .

وكان شديد الذّكاء، سريع الحفظ، تُقرأ عليه دواوين العرب، ((فيسابق إلى إتمامها)) (٧) .

وتصدّرابن دريد في العلم ستّين سنة، كما قيل (٨) ، وتخرّج عليه جماعة، وصاروا من علماء العربيّة، ومن أبرزهم:

أبو عليّ القاليّ، المتوفّى سنة (٣٥٦هـ) .

وأبو العَباَّس إسماعيل بن ميكال، المتوفّى سنة (٣٦٢هـ) .

وأبو سعيد السيرافي، المتوفَّى سنة (٣٦٨هـ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>