للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و ((أَرَبَّ به إربابا)) (١) كذلك.

و ((أَبَنَّ به إبنانا)) (٢) – أيضاً.

و ((أَلَجَّ القوم إلجاجا، إذا سمعت لهم لَجَّة؛ أي: صوتاً)) (٣) .

و ((أَرَنُّوا إرنانا، إذا سمعتَ لهم رنينا)) (٤) .

و ((أَزْنَنْتُ الرّجل بالشّيء إزنانا، إذا اتّهمته)) (٥) .

وأصول هذه الأفعال على التّوالي هي: (ل ب ب) و (رب ب) و (ب ن ن) و (ل ج ج) و (ر ن ن) و (ز ن ن) والهمزة فيها جميعاً زائدة، وهي على وزن (أفعل) . ولعلّ ابن دريد رأى هذه الهمزة في هذه الأفعال فظنّها أصليّة، أو ذهل عنها، أو عاملها معاملة الأصليّ.

وجاء ابن دريد في هذا الباب بألفاظ مهموزة، ولكنّها ليست ثلاثيّة، كقوله:

((تكأكأتُ عنه: توقّفت)) (٦) .

و ((زأزأتِ المرأةُ، إذا حرّكت منكبيها في مشيتها)) (٧) .

و ((جُؤجُؤ الطائر، وهو الصّدر)) (٨) .

و ((البؤبؤ: الأصل)) (٩) .

وهذه من الرّباعيّ المضاعف، الّذي عقد له باباً في الثّنائيّ وسماه ((الثنائي الملحق ببناء الرّباعيّ المكرّر)) (١٠) وألحق به باباً خاصاً للمهموز منه (١١) .

المبحث الثّالث: الخلل في الرّباعيّ وما ألحق به

أورد ابن دريد ألفاظاً ليست رباعيّة الأصول في أبواب الرّباعيّ، وهو يضطرب هنا فيما فيه تاء تأنيث، وما فيه حرف علّة زائد، وما فيه نون ثانية زائدة، وما فيه حرف مكرّر للإلحاق، ونحو ذلك.

ويمكن بيان هذه الأنواع فيما يأتي:

أوّلاً: ما فيه تاء تأنيث:

وأعني به الأسماء المؤنّثة بتاء التّأنيث، وهذا النّوع ممّا يكثر فيه الخلط والاضطراب في الجمهرة، وقد تقدّم منه أشياء في المبحث السّابق في الكلام على الثّلاثيّ.

وفي أبواب الرّباعيّ – هنا – أسماء ليست رباعيّة مؤنّثة بتاء التّأنيث جعلها ابن دريد من الرّباعيّ لعلّة نذكرها – إن شاء الله – في الفصل الثّالث، في الحديث عن أسباب الخلل والاضطراب في الجمهرة، وحسبنا – هنا – أن نعرض الخلل في الأصول، كما هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>