وأقول: إن الاعتراض وجيه إلى حدٍّ ما، أو حد كبير، ومهما يكن من أمر فإنني أخرجتُ هذه الأفعال من قائمة الشواهد على الرغم من أنها تصلح شاهداً على حذف الياء من المنقوص بوجه عام، دون نظر إلى نوعه إن كان من الأسماء أو من الأفعال - ومع الاطمئنان التام إلى هذه الصلاحية بوجه عام.. إنني آثرت أن أنتقل إلى شريحة أخرى من الشواهد الواردة في القرآن الكريم تلك التي جاءت فيها الأسماء المنقوصة محذوفة الياء، وهي مقترنة بأداة التعريف من ذلك كلمة (المتعال) من قوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال}(٢٨) .
وكذلك كلمة (التلاق) من قوله تعالى: {رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق}(٢٩) . وكذلك كلمة (التناد) من قوله تعالى: {يا قوم إنِّي أخاف عليكم يوم التناد}(٣٠)
وكذلك كلمة (بالواد) من قوله تعالى: {وثمود الذين جابوا الصخر بالواد}(٣١) .
ورب قائل يقول: إن وجه الشبه لم يكتمل أيضاً بين هذه الشريحة وبين كلمة (الغوان) حيث وقعت هذه الكلمات في أواخر الآيات مما يصح معه القول بأن الياء حذفت للوقف على الفواصل، ولا يتأتى ذلك في كلمة (الغوان) حيث جاءت في وسط الكلام كما هو واضح للجميع في قول الأعشى:
وأخو الغوانِ متى يشأْ يصرمْنه ... (البيت)
ونزولاً على رغبة القارئ النابه ... أنتقل إلى شريحة أخرى يكتمل فيها وجه الشبه بإذن الله، مع علمي التام بأن هذه الشريحة مثل أخواتها السابقات صالحة للاستشهاد بها بوجه عام.
والآن آن لنا أن نَدْلف إلى الشريحة المكتملة، تلك التي جاء فيها الاسم المنقوص محذوف الياء مع أنّه مقترن بألْ وجاء موقعه في وسط الكلام، مثل كلمة (الغوان) تماماً بتمام، وإليك البيان بالتفصيل: