من تلك المواطن كلمة (الداعِ) من قوله تعالى في سورة البقرة: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فلْيستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}(٣٢) . وكذلك كلمة (المهتد) من قوله تعالى: {ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه}(٣٣) . تلك في سورة الإسراء ومثلها في سورة الكهف كلمة (المهتد) من قوله تعالى: { ... من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن يجد له ولياً مرشداً}(٣٤) وكذلك كلمة (والباد) من قوله تعالى في سورة الحج {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}(٣٥) ، وكذلك كلمة (المنادِ) من قوله تعالى: {واستمع يوم يناد المنادِ من مكان قريب}(٣٦) ، ومثلها كلمة (الداع) في آيتين اثنتين من سورة القمر: الأولى في قوله تعالى: {فتولّ عنهم يوم يدعو الداعِ إلى شيء نكر}(٣٧) ، والثانية في قوله تعالى:{مهطعين إلى الداعِ يقول الكافرون هذا يوم عسر}(٣٨) .
كل ما سبق من الكلمات القرآنية تلتقي مع كلمة (الغوان) في بيت الأعشى وتتفق معَها في أنّها من الأسماء المنقوصة المقرونة بأداة التعريف وجاءت في وسط الكلام، وليست في الأواخر.
وهناك بعض الكلمات القرآنية اتفقت مع كلمة (الغوان) في كل ما سبق آنفاً وزادتْ عليها أنّها جمع تكسير مثل (الغوان) تماماً بتمام، وهذا يعطينا دفعة أقوى وأقوى في الترقي بالأدلة القاطعة إلى أعلى الدرجات والحمد لله رب العالمين.