ثم العقل الرابع ومعه فلك زحل ونفسه.
ثم العقل الخامس ومعه فلك المشتري ونفسه.
ثم العقل السادس ومعه فلك المريخ ونفسه.
ثم العقل السابع ومعه فلك الشمس ونفسها.
ثم العقل الثامن ومعه فلك الزهرة ونفسها.
ثم العقل التاسع ومعه فلك عطارد ونفسه.
ثم العاشر وهو العقل الفعَّال ومعه فلك القمر ونفسه (١) وهو آخر الفيوض عنده وهو الذي يدبر أنفسنا (٢) .
ومن العقل الفعَّال: تفيض العناصر الأربعة، ومنها تتكون الأجسام وتتطور تلك الأجسام صعوداً من الجماد إلى النبات فالحيوان البهيم، فالإنسان (٣) .
وعنده أن علم الله بخلقه هو علمه بما صدر عنه وما عليه الوجود، وعنايته بالخلق هي ما جعل فيه من نظام الخير على الوجه الأبلغ (٤) وليس معنى العناية عنده إكرام شخص دون شخص ولا تبديل في القوانين الطبيعية حباً بالبعض أو نصرة لبعض على بعض (٥) .
ثانياً: الباطنيون.
قول الإسماعيلية في إيجاد الكون.
الإسماعيلية الباطنية لما لم يثبتوا صفة ولا فعلاً بل ولا ذاتاً لله (كما فعل أشياخهم الفلاسفة، راحوا يخترعون الوسائط بين من يسمونه الموجود الأول ومُبْدَعِه، وهي أقوال مقتبسة من الفلاسفة الوثنيين مع تفاوت بينهم في تلك الأسماء المفتراة.
فهذا الكرماني: يزعم أنه صدر عن المتعال بنفسه المُبْدَع الأول وهو: العقل الأول، وهو عين الإبداع وعين المبدع عين الوحدة وعين الواحد، وأن العقل الأول هو: الموجود الأول الذي لا يتقدمه شيء ولا يسبقه في الوجود سواه (٦) ، وأنه واحد لا مثيل له، وأنه لا يعقل إلا ذاته (٧) وأنه علة الموجودات كلها وهو المحرك الأول لجميع المتحركات (٨) .
وقد انبعث عن العقل الأول اثنان:
أحدهما: العقل الثاني وعنه صدرت الملائكة والأرواح.
ثانيهما: الهيولى والصورة أو ما يسمونه اللوح وعنه صدرت العناصر الأربعة والأجسام، ومن مجموع العقل الثاني والجواهر صدرت سائر الكواكب والإنسان وسائر المخلوقات الأخرى (٩) .