للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. ويبدو أن رد حسان لم يأت سريعاً، لأنه لا يتضمن أية إشارة إلى ما جاء في قصيدة أبي قيس، أو إلى يوم خطمة، وإنما هي فخر عادي لا يختلف عن فخر حسان في معظم قصائده الأخرى؛ على حين جاءَت قصائده الجاهلية الخالية من المقدمات وليدة موقف مفاجئ في الغالب، لم يستطع فيه أن يغالب انفعاله، فأطلق لسانه بما اعتمل في نفسه دون أية مقدمة، على النحو الذي سبق بيانه.

* * * * *

... ينتمي حسان إلى الجيل الثالث من شعراء العصر الجاهلي، الذي يمثلون المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الشعر الجاهلي وهي المرحلة التي تمخضت عن جهود شعراء جيلين سابقين هما:

... شعراء المرحلة الفنية الأولى الذين بنوا على أسس ورثوها عن أسلافهم وتبلورت لديهم المقومات الأساسية لمقدمة القصيدة العربية.

... وشعراء المرحلة الفنية الثانية الذين تطوّروا بالمقدمة ((تطوراً أعطاها صورتها النهائية)) (٧٢) ، بما أضافوا إليها من عناصر جديدة، وبما تخلصوا منه من عناصر موروثة.

... والمتأمل في مقدمات حسان الجاهلية يجد تعدداً في صور المقدمات وأشكالها، كما يلمس تمازجاً وتداخلاً بين تلك الصور والأشكال.

واستقراء مقدمات قصائد حسان الجاهلية يكشف عن ثماني صور هي:

١ ... المقدمة الطللية المنفردة.

٢ ... المقدمة الغزلية المنفردة.

٣ ... المقدمة الطللية الغزلية.

٤ ... المقدمة الظعنية الغزلية.

٥ ... المقدمة الطللية الظعنية الغزلية.

٦ ... المقدمة الطللية الغزلية الوصفية.

٧ ... مقدمة الطيف والرحلة.

٨ ... مقدمة وصف الليل والظعن.

الصورة الأولى: المقدمة الطللية المنفردة

... تعد المقدمة الطللية أبرز المقدمات وأكثرها شيوعاً في الشعر الجاهلي، ذلك لأنها ((وجدت هوى شديداً في نفوس الشعراء الجاهليين لارتباطها ببيئتهم المادية، وطبيعة حياتهم الاجتماعية)) (٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>