للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* شفقة الراعي وجنوده على الرعية، وذلك في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} (١) ، ((تعني أنهم لو شعروا لم يفعلوا)) (٢) ، ((وهذا تنويه برأفته وعدله الشامل لكل مخلوق لا فساد منه، أجراه الله على نملة ليعلم شرف العدل، ولا يحتقر مواضعه، وأن ولي الأمر إذا عدل سرى عدله في سائر الأشياء وظهرت آثاره فيها)) (٣) .

* ومنها تفقد الراعي أحوال رعيته، وذلك في قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ} (٤) ، وفي ذلك ما يدل على اليقظة والمحافظة على الرعية، فإذا كان هذا في شأن الطير فكيف بشأن الناس وعظائم الملك (٥) ، إذا لا يخفى دور ذلك في صلاح الأحوال وإحكام النظام.

كانت تلك بعض ملامح سياسته الداخلية، وقد أشرت فيما سبق إلى ما كان يقوم به من صنائع وأبنية وغيرها.


(١) النمل، الآية ١٨.
(٢) الزمخشري: الكشاف ٣/١٤٢.
(٣) محمد الطاهر: التحرير والتنوير ٩/٢٤٣.
(٤) النمل، الآية ٢٠.
(٥) انظر ابن العربي: أحكام القرآن ٣/١٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>