٣ وإما أن يكونَ العامِلان مصدرَيْن، نحو قولك:(عَجِبْتُ من حبِّك وتقديرِكَ زيدًا) ، ( [٤٥] ) ونحو قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيْ الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ومَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ}[البقرة:٣٦] ، وقال أيضا:{وَعَلَى المَوْلُوْدِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوْفِ ... }[السورة نفسها: ٢٣٣] ، أو يكون ثلاثة مصادر، كقوله تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءِ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلمُسْلِمِيْنَ}[النحل:٨٩] .
٤ وقد يكونان مختلفَيْن ( [٤٦] )(أ) أحدهما فعل والآخر اسم فعلٍ، نحو قوله تعالى:{هَاؤُمُ اقْرُءُوْا كِتَابِيَهْ}[الحاقة: ١٩] ، (ب) أو أحدهما فعل والآخر اسم فاعلٍ، نحو قوله تعالى:{فَنَادَتْهُ المَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّيْ فِيْ المِحْرَابِ ... }[آل عمران:٣٩] ، (ج) أو أحدهما فعل والآخر مصدر، نحو قوله تعالى:{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ}[النحل:١] ، (د) أو المتنازع فعل ومصدران، نحو قوله تعالى:{فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ... }[المائدة:١٤] .
" ويُشْتَرَطُ في الفعل زيادة على الشروط العامة التي قدّمنا ذكرها أن يكون متصرفا؛ فلا يجوز أن يكون جامدًا كعسى وليس، وفعل التعجب، ونعم وبئس، وفي هذا خلاف لبعض النحويين ...
ويُشْتَرَطُ في غير الفعل أن يكون مشابهًا للفعل في العمل، فلا يجوز أن يكون وصفًا غير عامل كاسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا بمعنى الماضي". ( [٤٧] )