للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أخبر المسعودي قال: مر عابد براهب في صومعة، فقال له عظني، فقال: أعظكم وشاعركم الزاهد قريب العهد بكم، فاتعظ بقول أبي العتاهية حيث يقول: ألا كل ... البيت.

فكلكم يصيرُ إلى التراب

(٧٦) لدوا للموتِ وَابنوا للخرابِ

الشاهد: الشاهد فيه " للموت " فاللام للعاقبة، فهو كالبيت الذي قبله.

والبيت لأبي العتاهية، وهو مطلع قصيدة في الزهد. (٢٠٨)

وروايته: فكلكم يصير إلى تباب.

والتباب: الهلاك.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " [يونس ٢٤]

إذا رَأيْتُ خُصْيَة ًمُعَلقهْ

(٧٧) وَمَا أبَالي أنْ أكُونَ مُحْمِقَهْ

الشاهد: جاء المؤلف بهذا البيت في معرض حديثه عن قراءة قوله تعالى " وازينت " إذ ذكر أن قطرب قال: قرأ أبو العالية " وأزينت " فقطع الألف، أي: أتت بالزينة، كقولهم: أحمر، وأدم، وأذكرت المرأة، وأنثت، وقالت امرأة من العرب: وما أبالي ... البيت.

والخصية: البيضة، وإذا ثنيت قلت: " خصيان " بطرح التاء، وأجاز شارح كتاب الفصيح في اللغة أن يقال: " خصيتان ". (٢٠٩)

والبيت لامرأة من العرب تذكر أنها تريد الولد الذكر، وإن كان أحمق، لأنه أقدر على معونتها ونفعها من البنت.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " [الرعد: ١٧]

إنّما الكفرُ ضَلالٌ ينمحقْ

(٧٨) ذهَبَ الكُفْرُ جُفاءً فَاعْلَمُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>