للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علو متبوعه، وظهور كلمته، وأنه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه مهم عظيم)) (١) .

وحسبنا شراً ما رُزئت به هذه الأمة من تبعات الخلاف حين حُرمت الكتاب الذي أراد النبي (كتابته لها، حتى صار ابن عباس رضي الله عنهما يتحسر ويقول: ((إن الرزية كل الرزية ما حال بين النبي (وبين كتابه)) وذلك: ((لما اشتد بالنبي (وجعه فقال: ائتوني بكتاب، أكتب لكم

كتاباً لا تضلوا بعده أبداً. فقال عمر: إن النبي (غلبه الوجع، وعندنا

كتاب الله حسبنا. فاختلفوا، وكثر اللغط قال: قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع)) (٢) .

المبحث الثالث: فضل معرفة علم ما يختلف فيه

رُوي عن طائفة من السلف آثار في فضل تعلّم علم الخلاف، فمن ذلك

ما رواه أحمد رحمه الله عن سعيد بن جبير (٣) أنه قال: ((من عَلِمَ اختلاف الناس فقد فقه)) وعن قتادة (٤) قال: ((قال سعيد بن المسيّب (٥)


(١) جامع العلوم والحكم ص ٣٧٠.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب كتابة العلم، رقم (١١٤) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) هو سعيد بن جبير الأسدي الكوفي، أبو عبد الله، من فقهاء التابعين توفي سنة ٩٥ هـ.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب ١ / ٣٨٢، الأعلام ٣ / ٩٣.
(٤) هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، المفسر الحافظ، كان يرى القدر، توفي سنة ١١٨ هـ.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب ١ / ٣٧٠، الأعلام ٥ / ١٨٩.
(٥) هو سعيد بن المسيب بن حرب القرشي، أبو محمد، أحد فقهاء المدينة السبعة، توفي سنة ٩٤ هـ.

انظر ترجمته في: شذرات الذهب ٢ / ٨٠، الأعلام ٣ / ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>