للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو قصد بيت الله الحرام تعبداً لله - عز وجل - لأداء أفعال مخصوصة في زمن مخصوص.

المبحث الثاني: مكانة الحج في القرآن الكريم:

لهذه الشعيرة، ولهذا الركن العظيم منزلته الكبيرة في القرآن الكريم، والحديث عنه تارة بالأمر به، وتارة بالأمر بإتمامه، وتارة ببيان مكانه، وأخرى بتطهير هذا المكان، وتارة ببيان زمانه وغير ذلك من الأساليب مما يدل على عناية القرآن بشأن الحج.

وقد برزت في آيات القرآن صور هذا الإهتمام بشأنه وإظهار مكانته العظمى ومن ذلك.

١ - كونه عبادة خالصة لله - عز وجل - يقول تعالى: {ولله على الناس حج البيت......} (١) .

ويقول: {وأتموا الحج والعمرة لله} (٢) .

أي أن تخلصوهما للعبادة ولا تشوبوهما بشيء من الأغراض الدنيوية (٣) .

فالحج كما أراده الله فريضة تُفرد لله بالإخلاص والقصد، وهذا ظاهر من قول المتلبس به [لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك

لبيك.........] وإذا كان الإخلاص مطلباً في كل عبادة لله عز وجل. فهو في هذا الركن أظهر فهو عبادة بدنية ماليه، يفارق فيها الحاج أهله وماله ووطنه ويتحمل في سبيلها الصعاب، كل ذلك استجابة لله عز وجل واقتداء برسوله (وامتثالاً لأمره، فلا يتحمل الحاج كل هذا إلا لله عز وجل لا يقصد به رياءً أو سمعة ولذا كان الإخلاص في أداء هذه العبادة أظهر منه في غيرها من العبادات إذ يخرج الحاج عن مألوفه في كثير من أعماله، ويحرم عليه ما كان حلالاً له، ومع ذلك يلتزم بهذه الأوامر امتثالاً لأمر الله جل وعلا.

٢ - تعليق الكفر على تركه:

قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} (١٤) .

قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه (٤) .


(١) سورة آل عمران (٩٧) .
(٢) سورة البقرة (١٩٦)
(٣) انظر تفسير أبي السعود، ١/٢٤٢.
(٤) ابن كثير - تفسير القرآن العظيم، ١/٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>