وقال: نوازع العلم بدائع، وبدائع العلم مسارح العقل، ومن استغنى بما عنده جهل، ومن ضمّ إلى علمه علمَ غيره، كان من الموصوفين بنعت الرّبانيّين.
وقال: ثلاثة تُنسيني المصائب: مَرّ الليالي، والمرأة الحسناء، ومحادثات الرجال.
وقال: لايعرف الرّجلُ خطأَ معلمه حتى يُجالس غيرَه.
وقال: زلَّةُ العَالِم مضروبٌ بها الطَّبل.
وقال لرجلٍ، قال له: أحسبُني قد ضيّقت عليك، فقال الخليل له: فإنّ شبراً من الأرض لايَضيق على المتحابَّين، والأرضُ برُحْبِها لاتسعُ متباغِضَيْن.
وقال: أكمل مايكون الإنسان عقلاً وذهناً عند الأربعين. وغيرها.
أخذ عنه خلقٌ كثيرٌ، من أشهرهم: عمرو بن عثمان سيبويه، والنّضْر بن شُميل، وأبو فيد مؤرّج بن عمرو السُّدوسيّ العجليّ، وعلي بن نصر الجهضميّ، والأصمعيّ، وهارون بن موسى النّحويّ، ووهْب بن جرير، وحماد بن سلمة بن دينار، وأبو سليمان كيسان بن معرّف، وبكار بن عبد الله العوديّ، وآخرون.
وللخليل مصنفات منها: كتاب العين وقد اختُلف في نسبته إليه، وكتاب النّغم، والجُمل، والعروض، والشّواهد، والنَّقْط والشّكل، والإيقاع.
توفي الخليل – رحمه الله – سنة سبعين ومائة، وقيل: سنة خمس وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين، وقيل: سنة ستين.
والأظهر والأغلب أنّها سنة خمس وسبعين ومائة، وله أربع وسبعون سنةً (١) .
ثانياً: تعريفٌ موجزٌ بسيبويه.
(١) ... اعتمدت في التعريف بالخليل على المصادر والمراجع التالية: المعارف ٥٤١، ومراتب النّحويين ٥٤ - ٧٢، وأخبار النّحويين البصريين ٥٤-٥٦، وطبقات النّحويين ٤٧-٥١، والفهرست ٦٥، ونزهة الألباء ٤٥-٤٧، وإنباه الرواة ١/٣٤١-٣٤٧، ومعجم الأدباء ١١/٧٢-٧٧، وإشارة التعيين ١١٤، وسير أعلام النبلاء ٧/٤٢٩-٤٣١، وغاية النهاية ١/٢٧٥، وبغية الوعاة ١/٥٥٧-٥٦٠، وشذرات الذهب ١/٢٧٥-٢٧٧، وتاريخ الأدب العربيّ لفروخ ٢/١١١-١١٦.