للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مه عاذلي فهائماً لن أبرحا بمثل أو أحسن من شمس الضحى (١)

إذ قدم خبر أبرح على لن مع منفيها ٠

وكان مما احتج به سيبويه على الخليل بعدم تركب لن من لا وأن قوله أما زيداً فلن أضرب، فقدم معمول فعلها عليها في السعة ٠

المبحث الرابع: تلقي القسم بلن

العرب توقع المضارع المنفي في جواب القسم (٢) ، والمشهور عندهم نفيه ب (لا) ،أو (إنْ) أو (ما) فمثال تلقي القسم ب (لا) النافية قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ((٣)

وقول الشاعر:

لئن عاد لي عبدُ العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلُها (٤)

ومثال النفي ب (ما) قول الشاعر:


(١) بيت من الرجز، أو هما بيتان من مشطوره، دون عزو في شواهد التوضيح: ١٠٣، والأشموني: ١/٢٣٤، وحاشية الخضري: ٢/١١٠ ٠
ومه اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اكفف، وعاذل منادى منصوب والياء مضاف إليه، والفاء استئنافية، هائماً خبر أبرح مقدم، وبمثل جارومجرور والمضاف إليه محذوف دل عليه اللاحق كما في نحو قطع الله يد ورجل من قالها، والجار والمجرور متعلق بأحسن
(٢) ينظر في هذا المبحث:شرح الجمل لابن عصفور: ١/٥٢٦، وشرح التسهيل لابن مالك: ٣/٢٠٦، وشرح الكافية للرضي: ٤/٣١٢، والارتشاف: ٤/ ١٧٧٩ ٠
(٣) النساء:٦٥ ٠
(٤) البيت من الطويل لكثيّر عزة في ديوانه: ٣٠٥، وهو يدور في جل كتب النحو في باب إعراب الفعل في إلغاء إذن لتوسطها بين القسم وجوابه ٠
ومن خبر هذا البيت أن كثيِّراً مدح عبد العزيز بن مروان بقصيدة أعجبته فقال له احتكم يا أبا صخر -وكان كثيِّرٌ محمَّقاً- فقال اجعلني مكان ابن رُمَّانة -كاتب سر عبد العزيز-، فغضب عليه عبد العزيز وطرده فندم كثيّر وقال قصيدة يعتذر فيها لعبد العزيز منها الشاهد ٠
تنظر القصة في: البيان والتبيين: ٢/٢٤١، والعقد الفريد: ٣/٨، والخزانة: ٨/٤٧٧ ٠

<<  <  ج: ص:  >  >>