للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الواو: عاطفة.

و «ليس» نافية، وهي فعل ماض ناقص جامد.

«التوبة» اسم ليس مرفوع بها.

قوله (للذين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليس.

«يعملون السيئات» : الجملة صلة الموصول.

والسيئات: جمع سيئة، ويحتمل أن يراد بها جنس السيئات، أي: يعملون جنس السيئات، ويحتمل أن يراد به الجمع نفسه، أي: جمع السيئات، وجمعت إشارة إلى أن كثرتها وتراكمها سبب لعدم التوبة. والأول أولى وأظهر وأشمل، والثاني هو ظاهر اللفظ. وإذا كان اللفظ محتملاً لهذا وهذا، فالعموم أولى (١) .

قوله تعالى: (حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن (.

«حتى» : لابتداء الغاية، وما بعدها غاية لما قبلها.

«إذا» ظرفية شرطية.

«حضر» فعل الشرط، وجوابه (قال إني تبت الآن) .

«والموت» : هو خروج الروح عن البدن ومفارقتها له، الذي كتبه الله على جميع الخلق، قال تعالى: (كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ( [الرحمن: ٢٦، ٢٧] ، وقال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون ( [الزمر: ٣٠] ، وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: «يا محمد عش ما شئت فإن ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه» (٢) .

ومعنى حضور الموت: أي: حضور أسبابه وعلاماته من رؤية الملائكة وغلبة المرء على نفسه وبلوغ الروح الحلقوم (٣) .


(١) انظر «تفسير المنار» ٤/٤٤٨.
(٢) أخرجه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الحاكم في «المستدرك» ٤/٣٦٠ حديث ٧٩٢١، وأبونعيم في «الحلية» ٣/٢٥٣، والبيهقي في «شعب الإيمان» ٧/٣٤٩ حديث ١٠٥٤١. وأخرجه البيهقي أيضاً في «الشعب» ٧/٣٤٨ حديث ١٠٥٤٠ من حديث جابر رضي الله عنه. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في «الحلية» ٣/٢٠٢ من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وصححه السيوطي في «الجامع الصغير» حديث ٨٩، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع الصغير» حديث ٧٣، وفي «الأحاديث الصحيحة» حديث ٨٢٩.
(٣) انظر: «جامع البيان» ٨/٩٨، «شرح صحيح مسلم» ١/١٦٤، «مدارك التنزيل «١/٣٠٢، «تفسير ابن كثير» ٢/٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>