وأمّا قوله: أو على الضمير في "مبعوثون" إلى آخره، فلا يجوز عطفه على الضمير؛ لأنّ همزة الاستفهام لا تدخل إلا على الجمل، لا على المفرد، لأنّه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملاً في المفرد بوساطة حرف العطف، وهمزة الاستفهام لا يعمل فيما بعدها ما قبلها) (٤٨) .
وقد قُرئ قوله: (أَوَ آباؤُنا) بقراءةٍ أُخرى، هي: (أَوْ آباؤُنا) بسكون الواو، قرأ بها ابن عامر، وأبو جعفر المدني (١٢٧هـ) ،وقالون (٢٢٠هـ) (٤٩) .
وعلى هذه القراءة لا وجود لهمزة الاستفهام التي مَنَعت العطف على الضمير في (لمبعوثون) لأنّ (أَوْ) حرف عطف، لكن العطف على الضمير ضعيف؛ لأنّه ضمير رفع متّصل لم يؤكد بضمير منفصل، قال سيبويه: (وإن حملت الثاني على الاسم المرفوع المضمر فهو قبيح؛ لأنك لوقلت: اذهبْ وزيدٌ، كان قبيحاً، حتى تقول: اذهبْ أنت وزيدٌ) (٥٠) .
٤٣/٣ قوله تعالى: {وكَانُوا يَقُولُونَ أَئذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ} [الواقعة/٤٧٤٨] .
إعراب هذه الآية والخلاف فيه كالذي ذكر في الآية السابقة.
فممّن ذهب إلى العطف على محل إنّ واسمها، أو العطف على الضمير في (مبعوثون) : أبو جعفر النحاس (٥١) ، وذهب الزمخشري (٥٢) ، وأبو السعود (٥٣) إلى العطف على الضمير في (لمبعوثون) .
ويُردّ على هؤلاء بما نقلته عن أبي حيان، عند إعراب الآية التي قبل هذه.
ويُردّ على أبي السعود بأنّ إعرابه لهذه الآية مخالف لإعرابه للآية السابقة.
واسم كان في (ثلاثة) مواضع، هي:
٤٤/١ قوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} [البقرة/١٧٠] .
٤٥/٢ قوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعلَمونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} [المائدة/١٠٤] .
٤٦/٣ قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُم ... } [التوبة/٢٤] .
والفاعل في (ثمانية) مواضع، هي: