تقتضي البلاغة أحيانا وضع صيغة المضارع مكان الماضي، وذلك إذا صحب المضارع من الأدوات ما يحوله إلى الماضي، ك:(ما) التي فيها معنى الشرط، يقول السهيلي في تفسير سورة الكافرون:"وبقيت نكتة بديعة يتعين التنبيه عليها، وهو قوله تعالى:(ولا أنا عابد ما عبدتم ((الكافرون: ٤) بلفظ الماضي، (ولا أنتم عابدون ما أعبد)(الكافرون: ٣، ٥) بلفظ المضارع في الآيتين جميعا، إذا أخبر عن نفسه قال: ما أعبد، ولم يقل: ما عبدت، والنكتة في ذلك أن (ما) لما فيها من الإبهام، وإن كانت خبرية تعطي معنى الشرط، فكأنه قال: مهما عبدتم شيئا، فإني لا أعبده، والشرط يحول المستقبل إلى لفظ الماضي، تقول: إذا قام زيد غدا فعلت كذا، وإذا خرج زيد غدا خرجت"(١) .