للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وعرض تحليل العلاقة المفعولية مرة أخرى، والعلاقة الفاعلية، فقال: "وفيه أن قريشا خرجت ومعها العوذ المطافيل، العوذ: جمع عائذ، وهي الناقة التي معها ولدها، يريد أنهم خرجوا بذوات الألبان من الإبل، ليتزودوا ألبانها ولا يرجعوا، حتى يناجزوا محمدا وأصحابه في زعمهم، وإنما قيل للناقة عائذ، وإن كان الولد هو الذي يعوذ بها، لأنها عاطف عليه، كما قالوا تجارة رابحة وإن كانت مربوحا فيها، لأنها في معنى نامية وزاكية، وكذلك (عيشة راضية ((القارعة: ٧) لأنها في معنى صالحة، ومن نحو هذا قوله تعالى: (والهدي معكوفا ((الفتح: ٢٥) وإن كان عاكفا، لأنه محبوس في المعنى، فتحول وزنه في اللفظ إلى وزن ما هو في معناه، كما قالوا في المرأة: تهراق الدماء، وقياسه تهريق الدماء، ولكنه في معنى تستحاض، فحول إلى وزن ما لم يسم فاعله، وبقيت الدماء منصوبة على المفعول كما كانت" (١) .

وعرض نموذجا آخر لعلاقة الفاعلية، نافيا أن يكون فيه مجاز كما ذكر المفسرون، فقال: "وذكر قوله الله سبحانه خبرا عنهم: (جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ((الإسراء: ٤٥) قال بعضهم: مستور بمعنى ساتر (٢) ، كما قال: (وكان وعده مأتيا ((مريم: ٦١) أي آتيا (٣) ، والصحيح أن مستورا هما على بابه، لأنه حجاب على القلب، فهو لا يرى" (٤) .

المجاز المرسل

لم يذكر السهيلي الاصطلاح البلاغي، ولكنه عرض تحليل بعض علاقاته، مثل تسمية الشيء باسم حامله (٥) ، قال: "وقوله: نهوض الروايا: هي الإبل تحمل الماء، واحدتها راوية، والأسقية أيضا يقال لها روايا" (٦) .


(١) لروض الأنف، (٤/٣٣) .
(٢) نظر: تفسير الكشاف للزمخشري، (٢/٦٧٠) . ومختصر تفسير ابن كثير، للصابوني، (٢/٣٨٠) .
(٣) نظر: تفسير الكشاف، (٣/٢٧) . ومختصر تفسير ابن كثير، (٢/٤٥٩) .
(٤) لروض الأنف، (٢/٧٦) .
(٥) نظر: كتاب التبيان للطيبي، بتحقيق د. هادي عطية الهلالي، ص (٢٢٥) .
(٦) لروض الأنف، (٢/٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>