للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وعرض ما يسمى بالعلاقة المحلية وهي أن يذكر المحل ويراد الحال (١) ، فقال: "والنادي والندى والمنتدى بمعنى واحد، وهو مجلس القوم الذي يتنادون إليه، وقال أهل التفسير فيه أقوالا متقاربة، قال بعضهم: فليدع حيه، وقال بعضهم: عشيرته، وقال بعضهم: مجلسه" (٢) .

وأشار إلى التعبير بالجزء عن الكل (٣) ، وذلك عند قول مطرود بن كعب الخزاعي: (٤)

ميت بردمان وميت بسل ... مان وميت بين غزات

قال السهيلي: "قوله: (وميت بين غزات) هي غزة، ولكنهم يجعلون لكل ناحية أو لكل ربض من البلدة اسم البلدة، يقولون غزات في غزة، ويقولون في بغدان: بغادين، كما قال بعض المحدثين:

شربنا في بغادين ... ... على تلك الميادين

ولهذا نظائر ستمر في الكتاب إن شاء الله، ومن هذا الباب حكمهم للبعض بحكم الكل، كما سموه باسمه، نحو قولهم: شرقت صدر القناة من الدم، وذهبت بعض أصابعه، وتواضعت سور المدينة، وقد تركبت على هذا الأصل مسألة من الفقه: قال الفقهاء أو أكثرهم: من حلف ألا يأكل هذا الرغيف، فأكل بعضه، فقد حنث، فقد حكموا للبعض بحكم الكل، وأطلقوا عليه اسمه". (٥)

الاستعارة

تقوم الاستعارة على التشبيه، وقد أشار السهيلي إلى ذلك عندما عرض لقول خالد بن حِق الشيباني يذكر قتل كسرى على يد ابنه شيرويه: (٦)

تمخضت المنون له بيوم ... ... أنى ولكل حاملة تمام (٧)

حيث علق عليه بقوله: "وإن كان أراد بالمنون المنية: فبعيد أن يقال: تمخضت المنون له بهذا اليوم الذي مات فيه، فإن موته منيته، فكيف تتمخض المنية بالمنية، إلا أن يريد أسبابها، وما مُني له، أي قُدر من وقتها، فتصح الاستعارة حينئذ، ويستقيم التشبيه" (٨) .


(١) نظر: كتاب التبيان، ص (٢٢٥) .
(٢) لروض الأنف، (٢/٥١) .
(٣) نظر: الإيضاح في علوم البلاغة، ص (٣٩٩) .
(٤) لسيرة النبوية لابن هشام، (١/١٦٢) .
(٥) لروض الأنف، (١/١٦٣) .
(٦) لسيرة النبوية لابن هشام، (١/٨٨) .
(٧) نى: حان.
(٨) لروض الأنف، (١/٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>