للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو السخي الكريم وهو الذي أحب الله حبا حتى تخلل قلبه بمحبة الله فلم يدع فيه فراغا إلا ملأه بحب الله حتى أحبه الله، فوالى في الله وعادى في الله،.روي أنه لما رمي فى النار بالمنجنيق وصار في الهواء، أتاه جبريل (فقال: ألك حاجة؟، قال: أما إليك فلا، فَخُلَّةُ الله لإبراهيم (: نصرته إياه (١) .

فلما تأتي النتائج مرضية والعواقب حميدة، فتجيش رحمة الله على عباده بالإنعام والتفضل والاكرام، فإبراهيم (يحوز عمله القبول وجهاده الرضى، فيفيض المولى عليه بِخِلع الرحمة والرضوان والقبول، قال تعالى: (وناديناه أن يا إيراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين ((الصافات ١٠٤، ١٠٥) فيمنح الجليل الجزيل: فيتخذ إبراهيم خليلا.

١٠- (السخاء والكرم) :

قال تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون، فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ... ((الذاريات ٢٤- ٢٧) .


(١) جامع البيان للطبري ج١٧/٤٥، وذكره القرطبي في أحكامه ج٥/٤٠٠. قال (: (اتخذ الله إبراهيم خليلا: لإطعامه الطعام، وإفشائه السلام، وصلاته بالليل والناس نيام) ذكره القرطبي في أحكامه ج٥/٤٠١. وفي الحديث: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالِل) أخرجه أبو داود في سننه ج٤/٢٥٩، والترمذي في جامعه ج٧/٤٩، قال المنذري: وقد ضعفه بعضهم ورجح بعضهم إرساله مختصر سنن أبي داود ج٧/١٨٦، وصححه النووي. في رياض الصالحين ج١/٢٨٧.
وانظر تفسير الطبري ج٥/٢٩٧، ١٧/٤٥، أحكام القرآن للقرطبي ج٥/٤٠٠، ٤٠١، ٩/٦٤- ٦٨، ١١/٣٠٣، ١٧/٤٤، ٤٥، وفتح القدير للشوكاني ج١/٥١٩، ٥/٨٧، تفسير ابن كثير ج٤/٢٣٥، روح المعاني للألوسي ج٩/١١، في ظلال القرآن لسيد قطب ج٦/٣٣٨٢.
والمنجنيق: آلة قديمة من آلات الحِصار، كان يرمى بها الحجارة الثقيلة عن بعد على الأسوار فتهدمها المعجم الوسيط (٨٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>