للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعاء مخ العبادة أو هو العبادة وسلاح المؤمن ووصله الذي يصله بجناب الله الذي لا تعجزه المسائل، قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان ((البقرة ١٨٦) . والله تعالى يعلم فطر عباده فأمرهم وحثهم على الدعاء ليبثوا ما في صدروهم فيريحوا أعصابهم لتطمئن قلوبهم بأنهم وَكّلُوا وفوضوا أمرهم إلى من هو أقوى وأقدر منهم، قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخُفْيَة إنه لا يحب المعتدين ((الأعراف ٥٥) . وقال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ((غافر ٦٠) .

إن الدعوة تستجاب ولكنها بحكمة الله تتحقق في أوانها، غير أن الناس يستعجلون!، وغير المواصلين يملون ويقنطون، قال (: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي) (١) .

غير أن الأنبياء والمرسلين أكثر الناس تضرعا إلى الله بالدعاء لا يقنطون ولا يملون، يواصلون ولا يقطعون، يلحون ولا يفترون، أعظم الناس طمعا في نوال الله وفي طلب العون على أمور الدين والدنيا، كما حكى الله عن زكريا (: (وزكريا إذ نادى ربّه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ((الأنبياء ٨٩) .فرزقه الله بعد (خمس وتسعين) سنة (٢) .


(١) أخرجه البخاري ج١١/١٤٠.
(٢) أحكام القرآن للقرطبي ج١١/٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>