للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيلَ: القراءةُ بالكسرِ على لغةِ من يقولُ: مات يماتُ، كخاف يخافُ على فَعِلَ يَفْعَلُ (١) ، وحُكِيَ عنِ الفرّاءِ (٢) .

قالَ الرازيُّ: ((والأوّلونَ أخذوه من ماتَ يماتُ مِتّ، مثل: هابَ يهابُ هِبت، وخافَ يخافُ خِفت، وروى المبردُ هذه اللغة، فإن صحَّ فقد صحَّت هذه القراءةُ)) (٣) .

قلتُ: القراءةُ ثابتةٌ، ولا مجالَ لردِّها، قرأَ بها القرّاءُ السبعةُ، وهيَ سنّةٌ متبعةٌ نتلقَّاها بالقبولِ، سواءٌ نَقلَها المبردُ أم لم ينقلْها، هذا إلى أنّ قولَ المبردِ محكيّ في لغةِ مِتّ تماتُ فَعِلَ يَفْعَلُ والقراءةُ في القرآنِ على مِتّ تموتُ فَعِلَ يَفْعُلُ.

وقالَ السمينُ: ((فالصحيحُ من قولِ أهلِ العربيةِ أنَّه من لغةِ من يقولُ: ماتَ يماتُ كخافَ يخافُ ... وهذا أولى من قولِ من يقولُ: إنّ “ مِت ” بالكسرِ مأخوذٌ من لغةِ من يقولُ يموتُ بالضمِّ في المضارعِ ... وإذا ثبتَ ذلك لغةً فلا معنى إلى ادِّعاءِ الشذوذِ فيه)) (٤) .

قلت: ويردُّه اجتماعُهم على يموتُ في المضارعِ، والأظهرُ فيه أنَّه من بابِ التداخلِ.

ونُقِلَ عن المازنيِّ وأبي عليٍّ أنّ الكسرَ مأخوذٌ من لغةِ من يقولُ يموتُ بالضمِّ في المضارعِ، وهو شاذٌّ في القياسِ كثيرٌ في الاستعمالِ، نظيرُ دِمت تدومُ وفَضِلَ تَفْضُلُ (٥) .


(١) انظر: إعراب النحاس ٣ / ١١، ٤ / ٣٣٥، إعراب القراءات ١ / ١٢١، الحجة ١١٥، القراءات ١ / ١٢٩، مشكل إعراب القرآن ٢ / ٣٥٢ - ٣٥٣، البيان ١ / ٢٢٨، البحر ٣ / ٤٠٦.
(٢) انظر: إعراب القراءات ١ / ١٢١.
(٣) ٩ / ٥٧.
(٤) الدر ٣ / ٤٥٨ - ٤٥٩.
(٥) انظر: إعراب النحاس ٣ / ١١، ٤ / ٣٣٥، مشكل إعراب القرآن ٢ / ٣٥٣، البحر ٣ / ٤٠٦، الدر ٣ / ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>