للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأي فتى لا يملأ الجدُ يومه

يلم بأرجاس الصبا أيّ إلمام

وكم أقدمت صوبي (ظباء) فمسّني

هواها مساس النور ... لامس إظلام

فأكرب أن تقتادني سورة الهوى

إلى نيل ما يبذلن بغية إكرامي

فأذكر نفس وهي أمّالة العلا

فارتد طوع النفس عن زور آرامي

عناق. وتقبيل. وشكوى. ومعتب

مشاغل أدريها عن المطمح السامي

ستضحك عياباً علىّ حصانتي

وترجم آمالي بخبل والآمي

فأنت غريب اللب إلا عن الهوى

هوى العيش تبغيه لذاذة آثام

رويدك ما الدنيا علالة بائس

وليست كما تحجو علالة مجرام

لباس هي الدنيا لجان ومحسن

سيجزيهما بالعدل أحكم علاّم

فمن كان عريان الحجى في معاشه

سيكسى بأخراه غلالة إضرام

وما أنا لولا أن أتيت بظنّة

مسوّأة - مدّاح نفسي لأفدام

عفا الله عما نلت مني بفاحش

من الشعر واستبقي عن السوء إحجامي (١١)

وبعض عناوين القصائد يكرّس ما ذهبنا إليه، ويشي بهذا البرق الذي سيعقبه مطر هتّان من الدراسات الإسلامية، فهي تتراوح بين ذكر (ثور) ، أي الجبل، (عام بأية سلم جئت يا عام) ، والقصيدتان ارتبطتا بمسمى اتحد في إطار (من وحي الهجرة) ثم العنوان التالي لقصيدة كان حقها السبق وهي (الحجُ أسمح فرصة) ثم (لم نبن دنيا ولا دينا حميناه) وهو عنوان مستقى من آخر أبيات القصيدة، ثم تقفوها مجموعة من القصائد والمقطّعات ك (بكاء ودعاء) و (ابتهال في الحرب) و (تضرعات) و (صلاة) و (شكوى) . ينتظمها فصل من الديوان سماه الشاعر (صلوات وتسابيح) ، وبحسب القارىء هذه الأسماء والمضامين صوى وإشارات، تدلّ على المنحى الإسلامي بين دفتي الديوان.

على أن هناك بعض العناوين ذوات الصيغ الدينية وإن تجافت القصائد مضموناً عن تحقيق توجهات مسمياتها، مثل (الجبرية في الحب) و (مصير الرياض المغفلات) و (معدلة الأقدار) و (زجر) و (مذهبي) و (انتقام) و (صبر على جبر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>