للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجهك ومّاض التقاسيم يطّبي

تغزّل مكبوح التغزّل للجمح

فليتك من حسن بخلقك بائن

وخلقك- للحسن المروئي تستوحي

أخي-وهتافي ليس توليف آبد-

فما ائتلف البحران: عذب إلى ملح

ولكنني - من حيرتي فيك - ابتغي

لديك بيانا سوف اطويه في جنحي

ترى الزين لا يؤتى الكمال؟ أم العلا

محال على نبت الجرافات في السفح

أم الزارع السهران أغفى بربوة

فئيفت قطوف الباغ بالفلح والقدح

أم الجذر معلول اللقاح فسارب

إلى الفرع؟ أم ماذا؟ وويحك أم ويحي (١٥)

بينما عالم الفكر الإسلامي الذي نذر أحمد جمال له نفسه يتسم بالوضوح والجلاء، فألق أفكاره، وسُطوع حججه مسألتان تستلزمهما اللغة وظيفيا لتبيان الخصائص والمزايا، ولمقارعة الحجة بالحجة، بل وحتى في مسائل التوعية وقضايا التنوير، يستدعي الأمر أن يصل ألق الفكرة عبر شعاع اللفظ مؤتلقاً جلياً، لا لبس فيه ولا غموض، إلى فئات تتباين ثقافتها ويتدرج وعيها، وتتفاوت درجة تقبلها، لتتضح الرؤية، وتستبين المسائل المتفاوتة غموضا ووضوحا.

طبيعية الشعر وطبيعة النثر:

عكف بعض الباحثين من النقاد على دراسة طبيعة الشعر وطبيعة النثر، وأما الشعر، فهو كما وصفه الناقد محمد مندور بقوله: (وأما الشعر فإنه بمجرد أن اهتدى إليه الإنسان أصبح فناً جميلاً، لا يُستخدم لأغراض الحياة العادية، بل ينظم بطريقة خاصة ولأهداف خاصة) (١٦) .

ويعمّق هذا المفهوم باللجوء إلى الموازنة بين طبيعة الشعر وطبيعة النثر الدكتور عز الدين إسماعيل، حينما ينسب بتحفظ الانفعالات إلى الشعر، والأفكار إلى النثر، في قوله: (فالشعر هو الصورة التعبيرية الأدبية الأولى التي ظهرت في حياة الإنسان منذ العصور الأولى. وهذه الأقدمية ترجع إلى أنه كان في تلك العصور ضرورة حيوية بيلوجية.

<<  <  ج: ص:  >  >>