للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينما يمثل (وحي القلم) أحد أشهر أعمال الرافعي التي تحتضن جملة من المقالات التي نشرتها الصحف، ويعكس المحصّلة الثقافية الرصينة التي تمتع بها الرافعي، وجملة من الخصائص الأسلوبية التي عرف بها، كما يضم بين جنباته بعضاً من معاركة الأدبية والثقافية بشكل عام تمثل امتداداً لما عرفه المتلقي في (تحت راية القرآن) وتجسد ثباته على موقفه الفكري في التحاور والدفاع عن الثقافة، من منطلق ديني، دون أن يضعف أو يحيد عن الثوابت.

رحلة سيّد قطب من الشعر إلى النثر:

وشاعر آخر اقتنص فرصة هدوء التيار الشعري، ليسبح إلى الضفة الأخرى، والتي كان ينتظره على مرفئها مجد جديد ضمن أحضان التفسير البياني، والدراسات التصويرية والبيانية للقرآن، وأعني به الأستاذ سيد قطب، والذي ينسحب عليه ما ينسحب على خدينه من كمون النزعة الإيمانية المتوارية بين ثنايا أبياته، وتطل بين نسيج شعره العاطفي، حيث يقول:

الآن والايام مد برة

تولول بالنواح

والأفق مخضوب الأديم

، وقد تأذّن بالرواح

أقبلت ويحك تبسمين

، فأين كنت لدى الصباح

وجه الخريف يطلّ فاس

تمعي لإعوال الرياح

* * * *

بعثرت أيام الشّباب

، فويح أيام الشباب

لا نستقي إلا على

رنق، وأنفسنا غضاب

لم تصف كاس حياتنا

يوما، ولا لذّ الشراب

والآن تنطلقين في

لهف إليّ وفي ارتقاب

* * * *

عيناك والهتان

لاهفتان كلهما دعاء

وحنين ملهوف تطلّ

ع في قنوت للسماء

ويحي فأين أنا؟ وأي

ن حنين أيامي الظّماء

صمت الخريف يلفني

وعليه شارات المساء

ذهب الزمان هناك بالأ

سحار، فامض أنت عني

ما عاد يوقظني ندا

ؤك خلسة، من بعد وهن

ماتت مناي جميعها

فعلام يخدعني التمنّي

فرق الزمان طريقنا

فامض، وحسبك ذاك مني

* * * *

هذي خطاي على الطري

ق وتلك - واجفة - خطاك

الريح تطمسها فلا

خطو ولا أثر هناك

شبحان ... قد عبرا فلم

نشعر بهذا، أو بذاك

تتلوهما الأشباح والأ

يّام ماضية دراك (٣٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>