للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبها يستكمل الإيمان كما في الحديث: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" (١).

وهي من أفضل الإيمان كما في حديث معاذ بن جبل أنه سئل رسول الله عن أفضل الإيمان؟ قال: "أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله في الله وتعمل لسانك في ذكر الله … " (٢).

فهذه الأحاديث تبين اكتساب المحبة لهذه الدرجة الرفيعة من الدين فمن أعظم الواجبات على المؤمن محبة الله ومحبة ما يحبه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وما يحبه من الأشخاص كالأنبياء والملائكة وصالحي بني آدم وموالاتهم، وبغض ما يبغضه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. مع وجوب تقديم محبة الله تعالى على جميع المحاب وإيثار مرضاته على حظوظ النفس.

ولقد دلت النصوص على عظم ثواب المحبة ومدى نفع ثمرتها.

والحديث هنا عن ثمرة المحبة يتناول محبة الله ومحبة رسوله وذلك لما بين الأمرين من التلازم.

فمحبة الله لا تتم إلا بمحبة ما يحبه الله وكراهة ما يكرهه.

ولا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا بإتباع ما أمر به واجتناب ما نهي عنه، فصار من لوازم محبته محبة رسوله وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله محبته ومحبة رسوله قال تعالى: ﴿قُلْ إنْ كانَ آباؤُكُمْ وأبْناؤُكُمْ وإخْوانُكُمْ وأزْواجُكُمْ وعَشِيرَتُكُمْ وأمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرْضَوْنَها أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقِينَ﴾ [التوبة].

وورد مثل ذلك في كلام النبي كما في حديث: "ثلاث من كن


(١) أخرجه أبو داود في كتاب السنة: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (٤٦٨١) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥/ ٢٢٩).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٤٧).

<<  <   >  >>