للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث: ما جاء عن الصحابة في شأن محبته -.

إن مما لا ريب فيه أن حظ الصحابة من حبه كان أتم وأوفر، ذلك أن المحبة ثمرة المعرفة، وهم بقدره ومنزلته أعلم وأعرف من غيرهم فبالتالي كان حبهم له أشد وأكبر.

وإن المتأمل لما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم من كلام في هذا الخصوص يلمس صدق تلك المحبة وعظمها في نفوسهم.

فعن عمرو بن العاص (١) قال: "وما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله ، ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه" (٢).

وقد سئل علي بن أبي طالب : كيف كان حبكم لرسول الله ؟، قال: "كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ" (٣).


(١) هو عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي أسلم قبل الفتح، أحد دهاة العرب في الإسلام، وأحد القادة الفاتحين، فتح مصر وكان أميرا عليها، توفي سنة ٤٣ هـ. الإصابة (٣/ ٢ - ٣).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان: باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجره (١/ ٨).
(٣) الشفا (٢/ ٥٦٨).

<<  <   >  >>