للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هي اختبارهم وابتلاؤهم ليجزى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

فهذه هي الحكمة من خلقهم أولًا وبعثهم ثانيًا (١).

والنصوص من آيات وأحاديث كلها تؤكد هذا الأمر وتدل عليه، وفي الوقت نفسه تبطل ما زعمه الغلاة من أن الغاية من خلق الخلق هي من أجل محمد .

فهذه الدعاوى يعرف بطلانها من له أدني بصيرة في نصوص الشرع والنبي قد أعطاه الله خصائص وفضائل كثيرة تدل على فضله ومكانته، فليس هو بحاجة إلى أن ترفع مكانته ويبين شرفة بمثل هذه الأخبار الباطلة الموضوعة.

ج - دعوى الغلاة: جواز صرف بعض جوانب العبادة له -:

وقد تفنن الغلاة في هذا.

"فمن قائل يقول إنه يستغاث به في كل يستغاث فيه بالخالق بمعنى أنه يطلب منه كما يطلب من الخالق.

فهؤلاء جعلوا الرسول يطلب منه الناس ما يطلبونه من الله تعالى.

فآذوا الرسول وأساؤا في حقه إذ سألوه ما لا يقدر عليه مخلوق، وسوَّوه برب العالمين وسلطوا عليه العامة، فهذا يطلب منه إنزال المطر، وهذا يطلب منه غفران الذنوب، وهذا يطب منه النصر على الأعداء، وهذا يطلب منه أن يتزوج، وهذا يطلب منه الولد.

وهذا يطلب منه المعيشة وهذا يطلب منه الملك، وهذا يطلب منه الولاية، وهذا يطلب منه قضاء دينه، وهذا يطلب منه شفاء مريضه إلى غير ذلك من الأمور فنزلوا المخلوق منزلة الإله وطلبوا منه من جلب


(١) انظر أضواء البيان (٧/ ٦٧٣ - ٦٧٧).

<<  <   >  >>