للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "أنا لها" (١).

٥ - أن الله رفع له ذكره، قال تعالى: ﴿ورَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح]:

فلا يذكر الله سبحانه إلا ذكر معه، ولا تصح للأمة خطبة ولا تشهد حتى يشهدوا أنه عبده ورسوله، وأوجب ذكره في كل خطبة، وفي الشهادتين اللتين هما أساس الإسلام وفي الأذان الذي هو شعار الإسلام وفي الصلاة التي هي عماد الدين إلى غير ذلك من المواضع.

٦ - أن الله أقسم بحياته فقال تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر]:

والإقسام بحياة المُقْسِم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المقسم بها، وأن حياته لجديرة أن يقسم بها لما فيها من البركة العامة والخاصة ولم يثبت هذا لغيره (٢).

٧ - أن الله وقَّره في ندائه، فناداه بأحب أسمائه وأسنى أوصافه:

فقال: ﴿يا أيُّها النَّبِيّ … ﴾ [الأنفال: ٦٤، ٦٥، ٧٠] و ﴿يا أيُّها الرَّسُولُ﴾ [المائدة: ٤١، ٦٧] وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره، بل ثبت أن كلا منهم نودي باسمه فقال تعالى: ﴿يا آدَمُ اسْكُنْ﴾ [البقرة: ٣٥]، ﴿إذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ﴾ [المائدة: ٤٤٠] ﴿يا مُوسى إنِّي أنا اللَّهُ﴾ [القصص: ٢٦]، ﴿قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ﴾ [هود: ٤٨] ﴿يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ﴾ [ص: ٢٦] ﴿يا إبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا﴾ [الصافات] ﴿يا لُوطُ إنّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾ [هود: ٨١] ﴿يا زَكَرِيّا إنّا نُبَشِّرُكَ﴾ [مريم: ٧] ﴿يا يَحْيى خُذِ الكِتابَ﴾ [مريم: ١٢].


(١) بداية السول (ص ٣٥ - ٣٦).
(٢) بداية السول (ص ٣٧).

<<  <   >  >>