للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أنس قال: قال رسول الله : "أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة" (١).

وعنه قال: قال رسول الله : "لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد" (٢).

وعن ابن عباس عن النبي قال: "عرضت علي الأم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فطنت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن أنظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب … " الحديث (٣).

وفي هذا الأمر فضل عظيم وخصيصة كبيرة لنبينا محمد فالله تعالى يكتب لكل نبي من الأنبياء من الأجر بقدر أعمال أمته وأحوالها وأقوالها فقد قال : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" الحديث (٤).

فما من معرفة ولا حالة ولا عبادة ولا مقالة ولا شيء مما يتقرب به إلى الله ﷿ مما دل عليه رسول الله ودعا إليه إلا وله أجر من عمل به إلى يوم القيامة، ولا يبلغ أحد من الأنبياء إلى هذه المرتبة ذلك


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب قول النبي : "أنا أول الناس يشفع في الجنة" (١/ ١٣٠).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب في قول النبي : "أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا" (/ ١٣٠).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره فتح الباري (١٠/ ١٥٥) (ح ٥٧٠٥)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (١/ ١٣٨).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب العلم، باب من سنَّ سُنَّة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة. انظر (٨/ ٦٢).

<<  <   >  >>