للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعيسى أبرأ الأكمه مع بقاء عينه في مقرها ورسول الله رد العين بعد أن سالت على الخد ففيه معجزة من وجهين:

إحداهما: التئامها بعد سيلانها والأخرى: رد البصر إليها بعد فقده منها (١). فعن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه (٢) عن جده قتادة (٣) أنه أصيبت عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي فقال: "لا" فدعا به فغمز عينه براحته فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت" (٤).

والأمثلة في هذا الباب كثيرة وقد تطرق إليها من كتب في الدلائل والخصائص (٥).


(١) المصدر السابق (ص ٤١ - ٤٢).
(٢) عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري: روى عن أبيه وله صحبة. تهذيب التهذيب (٧/ ٤٨٩).
(٣) قتادة بن النعمان بن زيد الأوسي ثم الظفري الأنصاري: صحابي جليل شهد بدرًا وما بعدها، ومات في خلافة عمر، فصلى عليه ونزل في قبره، وعاش خمسًا وستين سنة. الإصابة (٣١/ ٢١٧ - ٢١٨).
(٤) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (ص ٤١٨) وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة أيضا (٣/ ٢٥١ - ٢٥٢). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٩٧، ٢٩٨) وعزاه لأبى يعلى وقال في إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف وقال الألباني في حاشية كتاب بداية السول (ص ٤٢) ولكنه عند أبي نعيم من طريقين آخرين فهو يتقوى بهما". والحديث أورده ابن كثير في البداية (٤/ ٣٣، ٣٤). والسيوطي في الخصائص الكبرى (١/ ٣٥٩) وعزاه لابن سعد والبيهقي وأبي نعيم.
(٥) انظر: دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص ٥١٢ - ٥٥٠) ودلائل النبوة للبيهقي الجزء السادس، والخصائص الكبرى للسيوطي (٢/ ٣٠٤ - ٣١٤).

<<  <   >  >>