للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه الخصائص والفضائل وغيرها كثير إنما هي شواهد وبراهين على تفضيل الله تعالى لنبيه ورسوله محمد ، وعلى ما له من منزلة عظيمة ودرجة رفيعة عنده .

ومن هذه الخصائص يعلم المسلم عظيم قد نبينا ورفعة مكانته عند الله ﷿، ومما لا شك فيه أن هذا العلم وهذه المعرفة ستثمر بإذن الله في القلب المؤمن بالله ورسوله، فيزداد تعظيما وتوقيرا للنبي ، وحرصا على اتباعه واقتفاء أثره والسير على سنته.

فحري بالمسلم الذي تتوق نفسه وتتطلع لأن يكون في عداد أمة المصطفى الذين يقودهم إلى الجنة بعد أن يجتاز بهم الصراط، أن يحقق الأمور التي يستحق بها هذا الفضل العظيم والمرتبة العالية.

فبالإيمان والاتباع والمحبة والتعظيم والبعد عما يضاد هذه الأمور يستحق الإنسان أن يكون من أمة محمد .

أما من لم يتبع ويسلك سبيل النبي بل غير بدل فهو محروم من هذا الفضل وذاك الشرف الذي تحدثت عنه تلك النصوص.

فقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : " أنا فرطكم على الحوض وليختلجن رجال دوني فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم غيروا وبدلوا فيقول النبي سحقا سحقا لمن غير وبدل" (١).

* * *


(١) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (١/ ١٢٧ - ١٢٩).

<<  <   >  >>