للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبر سبحانه أن الفلاح إنما يكون لمن جمع بين الإيمان به وتعزيره ولا خلاف في أن التعزير هاهنا التعظيم (١).

وفي الجمع الحاصل في الآيتين بين الإيمان به وتعظيمه، تنبيه وإرشاد إلى أن القيام بحقوقه يعد من الإيمان الواجب الذي لا يتم إيمان العبد إلا به. قال الحليمي (٢): "فمعلوم أن حقوق رسول الله أجل وأعظم وأكرم وألزم لنا وأوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم والآباء على أولادهم لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة، وعصم به لنا أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة، فهدانا به لما إذا أطعناه فيه أدانا إلى جنات النعيم. فأية نعمة توازي هذه النعم وأية معنة تداني هذه المنن؟.

ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعته، وتوعدنا على معصيته بالنار. ووعدنا باتباعه الجنة. فأي رتبة تضاهي هذه الرتبة، وأي درجة تساوي في العلا هذه الدرجة؟. فحق علينا أن نحبه ونجله ونعظمه ونهابه أكثر من إجلال كل عبد سيده وكل ولد والده. وبمثل هذا نطق القرآن ووردت أوامر الله جل ثناؤه" (٣).

ففي القرآن الكريم آيات كثيرة جاء فيها التأكيد على هذا الحق من حقوقه وبخاصة في جوانب معينة من جوانب تعظيمه ومن تلك الآيات ما يلي:


(١) المنهاج في شعب الإيمان (٢/ ١٢٥) "بتصرف".
(٢) الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، فقيه شافعي، قاضي، كان رئيس أهل الحديث في ما وراء النهر، توفي في بخارى سنة ٤٠٣ هـ وله كتاب المنهاج في شعب الإيمان.
الأعلام (٢/ ٢٣٥).
(٣) المنهاج في شعب الإيمان (١٢٤ - ١٢٥) والجامع لشعب الإيمان (٣٠٢ - ٣٠٣).

<<  <   >  >>