للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحق علينا إذًا أن نحبه ونجلَّه ونعظِّمه ونهابه، فبهذا نكون من المفلحين: ﴿فالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وعَزَّرُوهُ ونَصَرُوهُ واتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف] فالآية بينت أن الفلاح إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به تعزيره ولا خلاف أن التعزير هنا التعظيم (١) فلقد سجل الله في هذه الآية الفلاح بأسلوب الحصر للذين تأدبوا بهذا الأدب القرآني الرفيع.

وكما قال تعالى في الإنافة بمقامه الأشرف، وبيان حقه على كل مؤمن ومؤمنة ﴿إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ﴾ [الفتح].

وقد ذهب علماء السلف إلى أن الضمير في قوله جل شأنه ﴿وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ﴾ راجع إلى رسول الله ومعناه: تعظموا رسول الله وتفخموه في أدب المخاطبة والتحدث إليه ومجالسته.

قال ابن تيمية: "فالتسبيح لله وحده، والتعزير والتوقير للرسول، والإيمان بالله ورسوله" (٢).

فهذه الآيات وغيرها نزلت لتبين مقام شرف رسول الله وعظيم منزلته عند ربه، مما يوجب على المؤمنين برسالته أن يكونوا في مخاطباتهم معه على سنن الإجلال والتعظيم.


(١) شعب الإيمان للبيهقي، شعبة التعظيم (١/ ٣٠٢، ٣٠٣)
(٢) بغية المرتاد (ص ٥٠٤)

<<  <   >  >>