للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود، وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ أدعوا ربكم بالصلاة عليه" (١).

فالصلاة منا عليه تتضمن ثناء المصلي عليه والإشارة بذكر شرفه وفضله (٢) وإرادة من الله تعالى أن يعلي ذكره ويزيده تعظيما وتشريفا (٣) وسيأتي مزيد تفصيل لهذا الموضوع في الفصل الثالث من هذا الباب بإذن الله تعالى.

ومن تعظيم اللسان كذلك أن نتأدب عند ذكره بألسنتنا وذلك بأن نقرن ذكر اسمه بلفظ النبوة أو الرسالة مع الرسالة والسلام عليه .

قال تعالى: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ فأمر سبحانه أن لا يدعى رسوله بما يدعو الناس بعضهم بعضا بل يقال: يا رسول الله يا نبي الله ولا يقال يا محمد وقد كان الصحابة لا يخاطبونه إلا بـ "يا رسول الله، يا نبي الله".

وإذا كان هذا في حياته فهكذا في مغيبه لا ينبغي أن يجعل ذكره من جنس ما يذكر به غيره، بل يجب أن يقرن ذكره بالنبوة أو الرسالة وأن يدعى له بأشرف دعاء وهو الصلاة عليه (٤). فهذا من التعظيم الواجب له وفي الحديث: "رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصل عليّ" (٥).


(١) المنهاج في شعب الإيمان (٢/ ١٣٤) (بتصرف يسير).
(٢) جلاء الأفهام (ص ٧٨).
(٣) جلاء الأفهام (ص ٧٩).
(٤) جلاء الأفهام (ص ٨٠) (بتصرف).
(٥) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب الدعوات، باب قول رسول الله : "رغم أنف رجل" (٥/ ٥٥٠) (ح ٣٥٤٥) وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر موارد الظمآن (٢٣٨٧). وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي (ص ٨ - ٩ - ١٠) (ح ١٥ - ١٦ - ١٧ - ١٨ - ١٩)، وقال الألباني في تعليقه عليه: "حديث صحيح بشواهده". وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٤٩).

<<  <   >  >>