للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن دعا فأجبه واحم جانبه … من حاسد شامتٍ أو ظالم نكد

وقوله من أخرى:

يا رسول الله يا ذا الفضل يا … بهجة الحشر جاهًا ومقاما

عد على عبد الرحيم الملتجى … بحمى عزك يا غوث اليتامى

وأقِلني عثرتي يا سيدي … في اكتساب الذنب في خمسين عاما

وقوله:

يا سيدي يا رسول الله يا أملي … ويا موئلي يا ملاذي يوم يلقاني

هبني بجاهك ما قدت من زلل … جودا أو رجح بفضل منك ميزاني

واسمع دعائي واكشف ما يساورني … من الخطوب ونفسه كل أحزاني

فأنت أقرب من ترجى عواطفه … عندي وإن بُعدت داري وأوطاني

إني دعوتك من نيابتي برع … وأنت اسمع من يدعوه ذو شأن

فامنع جنابي وأكرمني وصل نسبى … برحمة وكرامات وغفران

لقد أنسانا هذا ما قبله، وهذا بعينه هو الذي ادعته النصارى في عيسى ، إلا أن أولئك أطلقوا عليه اسم الإله، وهذا لم يطلقه ولكن أتى بلباب دعواهم وخلاصتها، وترك الاسم، إذ في الاسم نوع تمييز، فرأى الشيطان أن الإتيان بالمعني دون الاسم أقرب إلى ترويج الباطل، وقبوله عند ذوى العقول السخيفة، إذ كان من المتقرر عند الأمة المحمدية أن دعوى النصارى في عيسى كفر، فلو أتاهم بدعوى النصارى اسما ومعنى لردوه وأنكروه، فأخذ المعنى وأعطاه البرعى وإضرابه، وترك الاسم للنصارى وإلا فما ندرى ماذا أبقى هذا المتكلم الخبيث للخالق تعالى وتقدس من سؤال مطلب أو تحصيل مأرب، فالله المستعان (١).


(١) تيسير العزيز الحميد (١٨٩، ١٩٠).

<<  <   >  >>