للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويضاف إلى كون فعل هذا الأمر من البدع التي نهى الشارع عنها: ما فيه كذلك من مضاهاة ومشابهة للنصارى في ميلاد عيسى فإن النصارى تحتفل بيوم مولد عيسى ويتخذونه عيدا وذلك بإيقاد الشموع وصنع الطعام وارتكاب المحرمات وفعل الموبقات من شرب للخمور وفعل الفواحش وغير ذلك من المهازل والقبائح، وفي هذا يقول بعضهم معللا مشروعية الاحتفال بفعل المولد "إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدًا أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر" (١).

ونسى هذا القائل أو تناسى تحذير النبي من مشابهة اليهود والنصارى فقد ثبت عنه أنه قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا ذراعًا حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم". قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن" (٢) أي فمن هم غير أولئك.


(١) التبر المسبوك للسخاوي (ص ١٤).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب قول النبي "لتتبعن سنن من كان قبلكم". برقم (٧٣٢٠)، وأخرجه مسلم في كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى (٢٦٦٩).

<<  <   >  >>