للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثا: ومما يستدل به كذلك على وجوب محبة النبي قوله تعالى: ﴿والَّذِينَ آمَنُوا أشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥]. ووجه الاستدلال بهذه الآية: أن الآية قد تضمنت وجوب محبة النبي لأنه مما يدخل في محبة الله محبة ما يحبه الله، والله يحب نبيه وخليله فمن أجل ذلك وجبت علينا محبته. ومن المعلوم أن أصل حب أهل الإيمان هو حب الله، ومن أحب الله أحب من يحبه الله، وكل ما يحب سواه فمحبته تكون تبعا لمحبة الله، إذ ليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى.

فالرسول إنما يُحَب لأجل الله ويطاع لأجل الله ويُتبع لأجل الله، وكذا الأنبياء والصالحون وسائر الأعمال الصالحة تحب جميعا لأنها مما يحب الله.

وبهذا يعلم تعين محبة النبي ووجوبها ولزومها.

هذا وقد جاء ذكر محبة الرسول مقترنًا بمحبة الله في قوله تعالى: ﴿أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ وكذلك في قوله : "ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .. ".

وفي مواطن أخرى متعددة من السُّنَّة كما سيأتي.

وهذا الاقتران يدلل على مدى الصلة الوثيقة بين محبة الله ومحبة رسوله ، وإن كانت محبة الرسول داخلة ضمن محبة الله تعالى أصلا، لكن إفرادها بالذكر مع أنها ضمن محبة الله فيه إشارة إلى عظم قدرها وإشعار بأهميتها ومكانتها.

رابعًا: ومن الأدلة قوله تعالى: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران].

ففي هذه الآية إشارة ضمنية إلى وجوب محبة النبي ، لأن الله

<<  <   >  >>