للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشاهد من الحديث أن من محبته مداومة الصلاة والسلام عليه والثناء عليه بما هو أهل له من الأوصاف والخصال الحميدة التي وصف بها . وفي الحديث الآخر عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله : "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" (١).

فذكره شُرع لإظهار محبته واحترامه وتوقيره وتعظيمه وهذا من علامات محبته، ولقد ورد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا بعد وفاته لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا، وكذلك كان كثير من التابعين من يفعل ذلك محبة له وشوقا إليه (٢).

ويدخل ضمن الذكر المشروع تعداد فضائله وخصائصه وما وهبه الله من الصفات والأخلاق والخلال الفاضلة، وما أكرمه به من المعجزات والدلائل، وذلك من أجل التعرف على مكانته ومنزلته والتأسي بصفاته وأخلاقه، وتعريف الناس وتذكيرهم بذلك، ليزدادوا إيمانا ومحبة له ولكي يتأسوا به. ولا محظور في التمدح بذلك نثرًا وشعرًا ما دام أن ذلك في حدود المشروع الذي أمر به الشارع الكريم.

ولا يتجاوز نصوص القرآن والسنة، كأن يتجاوز به حدود بشريته فيصرف له شيء من الأمور الخاصة بالله ﷿ كما فعل بعض الغلاة في أشعارهم ومدائحهم للنبي .


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند (١/ ٢٠١). وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب الدعوات، باب قول النبي : "رغم أنف رجل" وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب (٥/ ٥٥١) (ح ٣٥٤٦)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص ١٦٣). وأخرجه ابن حبان في صحيحه انظر موارد الظمآن رقم (٣٨٨) وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٤٩) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ١٣٩/ ٢) وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (٣/ ١٧٧) حديث صحيح.
(٢) الشفا (٢/ ٥٧٣).

<<  <   >  >>