للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وواجب على العبد أن يحب من يحب مولاه (١).

فمن واجب الأمة نحو أصحاب رسول الله محبتهم والترضي عنهم والدعاء لهم كما أمرنا الله تعالى بقوله: ﴿والَّذِينَ جاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ولإخْوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالأِيمانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر].

فهم قوم اختارهم الله وشرفهم بصحبة نبيه وخصهم في الحياة الدنيا بالنظر إليه وسماع حديثه من فمه الشريف ونصرته والذب عنه والجهاد معه في سبيل الله ونشر دين الإسلام.

وبعد وفاته كانوا هم الواسطة بين الرسول وبين الأمة، فقد بلغوا عن رسول الله ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها ونشروا هذا الدين في شتى بقاع الأرض: وجاهدوا في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، وذبوا عن هذا الدين بسنانهم ولسانهم فكان لهم بذلك الأجر العظيم والمنزلة العالية عند ربهم وعند نبيهم وعند المسلمين الموحدين جميعًا.

وكيف لا يكونون كذلك وهم خير قرون هذه الأمة كشهادة النبي .

فعن عمران بن حصين (٢) قال: قال النبي "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" قآل عمران: لا أدري أذكر النبي بعد قرنين أو ثلاثة … الحديث (٣) وعن عبد الله بن مسعود عن


(١) شعب الإيمان للبيهقي (١/ ٢٨٧).
(٢) عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي، صحابي جليل، أسلم عام خيبر وغزا عدة غزوات وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح مات سنة اثنتين وخمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين من الهجرة. الإصابة (/ ٢٧).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كناب الشهادات، باب لا يشهد على جور إذا أشهد.
فتح الباري (/ ٢٥٨ - ٢٥٩) (ح ٢٦٥١)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة، ثم الذين يلونهم، ثم الذين بلونهم (٧/ ١٨٣ - ١٨٤).

<<  <   >  >>