أنه وطن عدم ادامه، وبيت ظهر اهتدامه، وفقدت به حيل التعيش وأسبابه، ومحل لا يقيم به الا أربابه.
٢٤- «وادى آش»«١٧٦»
قلت: فمدينة وادى آش؟
قال: مدينة الوطن، ومناخ من عبر أو قطن، للناس ما بدا «١٧٧» ولله ما بطن. وضع سديد، وبأس شديد، ومعدن حديد، ومحل عدة وعديد، وبلد لا يعتل فيه الا النسيم، ومرأى يخجل منه الصباح الوسيم.
كثيرة الجداول والمذانب، مخضرة الجوانب. الى (١١٠: أ) الفواكه الكثيرة، والكروم الاثيرة، والسقى الذي يسد الخلة، ويضاعف الغلة.
وسندها معدن الحديد والحرير، ومعقلها أهل للتاج والسرير. وهى دار أحساب، وارث واكتساب، وأدب وحساب. وماؤها مجاج الجليد، وهواؤها يذكى طبع البليد. الا أن ضعيفها يضيق عليه المعاش، وناقهها يتعذر عليه الانتعاش، وشيخها يسطو على عصبة الارتعاش «١٧٨» .
فهى ذات برد، وعكس وطرد، ما شئت من لحى راعد، ومقرور على الجمر قاعد، ونفس صاعد، وفتنة يعد بها واعد، وشرور تسل الخناجر، وفاجر يسطو بفاجر، وكلف بهاجر «١٧٩» ، واغتمام تبلغ به القلوب الحناجر، وزمهرير تجمد له المياه فى ناجر شهر «١٨٠» . وعلى ذلك فدرتها