ويصيرها سماء مخضرة ذات كواكب. فمنازلها لا تنال بهوان، وفدنها ودمنها تحت صوان، ونخلها تطل من خلف الجدار، وتتبوأ الايمان والدار، وحللها مبثوثة بين الدمن، وضياعها تتملك على مر الزمن، وسوائمها آلفة للسمن، موجودة بنزر الثمن، وفواكهها جميمة، ونعمها عميمة، وسورها حصين مشيد، وجسرها يعجز عن مثله معتصم ورشيد «١٥٠» . وسقيها يخص دار الملك بحظ معلوم، ويرجع الى وال يكف كل (١٢٦: ب) ظلوم.
وهى أم البلدان، المجاورة لحدود السودان، فتقصدها- بالتبر- القوافل، وتهدى الى محرابها النوافل، والرفاهية بها فاشية، والنشافى «١٥١» الحلية ناشية «١٥٢» . لكنها معركة غبار، وقتيل عقربها جبار «١٥٣» ، ولباسها خامل، والجفاء بها شامل، والجو يسفر عن الوجه القطوب، والمطر معدود من الخطوب، لبناء جدرانها بالطوب، والقرع برءوس أهلها عابث، والعمش «١٥٤» فى جفونهم لابث، والحصا يصيبهم، ويتوفر «١٥٥» منه نصيبهم.