أذهانها النيرة متحيرة، وأقطارها جد شاسعة، وأزقتها لزجة «٧٦» غير واسعة، وآبارها تفسدها أزفارها، وطعامها لا يقبل الاختزان، ولا يحفظ الوزان، وفقيرها لا يفارق الاحزان، وجوعها ينفى به هجوعها، تحث «٧٧» على الامواج أقواتها، وتعلو على الموازين غير القسط أصواتها، وأرحيتها تطرقها النوائب، وتصيب أهدافها السهام الصوائب، وتعد بها الجنائب، وتستخدم فيها الصبا والجنائب، وديارها الآهلة بالسكان قد صم بالنزائل صداها، وأضحت بلاقع بما كسبت يداها، وعين أعيانها أثر، ورسم مجادتها قد دثر، والدهر لا يقول لعا لمن عثر «٧٨» ، ولا ينظم شملا اذا انتثر. وكيف لا يتعلق الذام، ببلد يكثر به الجذام! محلة بلواه آهلة، والنفوس- بمعرة عدواه- جاهلة.
ثم تبسم عند انشراح صدر، وتذكر «٧٩» قصة (١٠٤: ب) الزبرقان بن بدر «٨٠» .
تقول هذا مجاج النحل تمدحه ... وان ذممت تقل «٨١» قىء الزنابير
مدح وذم، وعين الشيء واحدة ... ان البيان يرى الظلماء كالنور «٨٢»